الثلاثاء، 15 مارس 2011

قطرات المطر



     وقتها كانت السماء مليئةَ بالسحاب , وكانت الشمس في مرحلة الغياب , لا أدري أكانت تختبيء منا وراء الغيوم ! أم أنها لا تريد أن تتسلط عليها العيون ! وبعدها أصبح الجو يمتليء بالظلام ليختفي حينها جميع الأنام , وأعلنت الرياح عن وقت الهجوم ؛ لتتغير وتختفي حالة السكون , وإذا بالبرق والرعد يعلنان عن وصولهما ؛ ليتجهز الجميع لوقت قدومهما , إن السماء تعلن عن قدوم المطر ’ لا أدري أكانت السماء حزينة وتريد أن تبكي أما أنها كتومة وتريد أن تحكي !

     إنه المطر ذلك اللؤلؤ القادم من السماء , ذلك الماء الذي يسعد لقدومه البهاء , ذلك الذي ينير لنا الضياء , تلك القطرات الصغيرة المليئة بالإبداع والإتقان التي يعجز عن وصفها أعظم فنان ؛ لأنها من عند ربي المنان , جلست وقتها أتأمل في جمال الكون إنه من إعجاز ربي الذي لم يطلب من أحد العون , يا له من منظر جميل ! فالطرقات يملؤها الماء لتعكس لنا صورة السحاب الموجود في السماء  وقطرات الماء تتدلى من الأغصان لتقول : جُد بما فيك من خيرات أيها البستان , إنه وقت استجابة الدعاء فاذهب أيها الانسان إلى ربك المنان لتطلب منه الرحمة والغفران , وبعد مرور الوقت تعلن الشمس أخيرا عن ولادتها من جديد وترسل لنا خيوطا ذهبية لتقتحم السحاب وتزيله من السماء لتعلن عن قدومها , لقد عادت الشمس وعادت الحياة كما هي , فإن وقت المطر وقت جميل ونادر الحدوث ونحن نعلم بأن الأوقات الجميلة دائما ما تنقضي بسرعة , لقد كان وقتا ممتعا حقا فكم أحب المطر ذلك الذي يسعد لقدومه الصغير والكبير , ويهتف باسمه الأعمى والبصير , ويدخل في قلوب الناس ليعالج الضمير , إنه حقَا يُفْرح الجميع فهو من عند ربي البديع الذي أحسن الصنيع .


نظــــــرت يومـــــا إلى الــبهـــــاء
فتمنيت أن أكون من نجوم الفضـاء
وأصـــــبح أحــــد ملائكة السمـــاء
وغيمــــة كبيـــرة أتحــكم بالمـــــاء
وصـــوت رعـــد يزلـــزل البنـــاء
وضـــوء بـــرق ينيـــر لنا الضياء
فداعبتني نسمة باردة من الهـــواء
لتيقظني من أحد أحلام السعــــداء  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق